نتائج الثأر و الانتقام لا تستحق كل هذ التخريب/ سيدي عيلال
تأجيل الحلول قتل متعمد للجهد المشترك و تدمير للمساهمة الإيجابية في المشروع الوطني الشامل كما أنه تدعيم للإضمحلال و حث بين على السير الحثيث نحو الهلاك .
في التاريخ أمثلة عديدة لهكذا سلوك تولى الخالق وقفها و معاقبة أصحابها فمنهم من غرق و منهم من خسف و منهم من اخذته الصيحة و الرجفة ؛ ومن علامات اقتراب العقاب شيوع الفساد و تزايد الإجرام بكل أشكاله ، ورغم أن الحياة متى وجدت تتجه نحو الهلاك إلا أن الفطرة البشرية تستمر في تدعيم النضال من أجل البقاء و الصمود في وجه الانهيار و ترسيخ القيم المثلى و التمسك بالحهو اة و إيجابياتها كفرصة لا تتكرر في عالمنا الحاضر و لن يسلم أحد من نتائجها النهائية الحتمية
ومن الامارات الباعثة على الطمأنينة قوة حضور و تأثير الفئة الإيجابية و قدرتها على عزل ما سواها من فئات ، لكن من المقلق حقا سيطرة المفسدين و تحكم مرضى القلوب ، ضعفاء العقول و تمكينهم من خطام القافلة التي ظلت تدفع من حظوظها و عيشها الكريم مقابل أمنها و انسجامها و تعود بعضها على البعض لا كغريم و لا كصائل أو حام .
وما نشهده اليوم من انتشار واسع للشذوذ و بث الرعب و ضعف مواجهة الفتك المتعمد بالمشروع على حساب ٥ و تحسين فرص بقائه ، ناتج عن غياب رؤية وطنية شاملة و خالصة طويلة المدى ، فكأن تحديد مأموريات الحكم ونظامه الديمقراطي الهش هينتائج الثأر و الانتقام لا تستحق كل هذ التخريب/ سيدي عيلال نفسها مدد الجمهوريةــ الوطن ، و لكم أن تتصوروا مدى اتساع الفرق بين الفرص التي يتيحها النظام الديمقراطي للأشخاص و الجماعات لتمييز مشاركاتهم وبين ترسيخ وتدعيم الوطن الجمهوري كحصن يحتضن الجميع ، وعلى الذين يحاولون احتكار الوطن الفصل بينه و بين النظام الذي يمنحه الشعب ثقة نيابته في التسيير كما على النظام نفسه أن لا ينسى أنها لو دامت لغيره لما وصلته و أن الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام قد ذكرما معناه أن المرء يغدو مسلما و يمسي كافرا و العكس، و ان الضد يظهر حسنه الضد ؛ وقد اشتاقت النفوس و اشرأبت الأعناق و طال الكرب و جثى الهم على النفوس الحرة و هي تحت اختبار قدرتها على الصبر و تحمل الأذى و قد اتضح أن نتائج الثأر و اشفاء الغليل لا تستحق كل هذ التخريب و الافساد و التيه و الضياع ….