تراثنا الثقافي حصانتنا ومصدر قوتنا حمود أحمدسالم محمدراره
ليس من شك على سبيل الإطلاق ان التراث والثقافة يشكلان ثنائية هي في أساسها وجوهرها القاعدة الصلبة التي على دعائمها تنبني هوية المجتمع.
وفضلا عن كونهما يشكلان لب الثراث الفكري والإنساني فإنهما يعكسان حاضر وماضي الأمة والسجل الذهبي لتاريخها الحافظ لأمجادها.
ولذا قيل إن أي بلد بلا تراث فهو شعب بلا روح.
وإذا كان الباحثون يرون ان التراث جزء لا ينفصم من الثقافة فإنه يمكن تحديد التراث بتلك العناصر المتعلقة بالفنون والآداب والتقاليد التي تناقلها الأجيال على مر تاريخ البلد.
ومن هنا فإن العلاقة بين هذا الرصيد المتراكم من المعارف والعادات عبر الأجيال وثيق الصلة بالمقومات المتعلقة بالدفاع عن الهوية والتنوع الثقافي والتنمية السياحية والاقتصادية.
وكلما كان هذا التراث غنيا ومتجذرا في التاريخ كلما تعززت هذه المقومات.
ومن هنا فليس من الصدفة ان يدعو فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني خلال مهرجان مدائن التراث إلى صيانة هذا الموروث لانه هو الذي بوساطته تتعزز اللحمة الاجتماعية وتمحي الفوارق الاجتماعية وتزدهر الثقافة وتنشط السياحة وينمو الاقتصاد.
إنه وسيلة مثلى للاندماج الاجتماعي وتحقيق الانسجام بين كافة فئات المجتمع.
وليس ثمة مطلب أكثر أهمية ولا أكثر تأكيدا من هذه الدعوة الصريحة في عالم بلا حواجز يجتمع اهله في غرفة واحدة مليئة بمختلف المؤثرات السالبة للهوية المؤدية للمسخ الحضاري يدفعها تطور تكنلوجي هائل وسريع ومذهل.
إن علينا أن نبادر ومن الآن من أجل الانخراط في ديناميكية من أجل الاستجابة لهذه الدعوة صونا لتراثنا وتثمينا له وتعزيزا لحصانتنا الواقية من المسخ الحضاري ومقوية للحمتنا وتماسكنا الاجتماعي.