مسار الثلاثين كاتبا صحفيا / سيدي محمد بخي
ثلاثون كفاءة شبابية، قذفت بهم الحياة من مناطق شتى بعد سنين تأبطوا فيها جراب التحصيل المعرفي وسلكوا مختلف دروبه ،توجوها بشهادات علمية عليا من مراكز وجامعات عديدة داخل البلاد وخارجها،تنادوا ضمن الآلاف من الشباب المسكون بهم هذا الوطن المكتوي بنار بطالته والطامح للبناء والتنمية للمشاركة في مسابقة وطنية ،أعلنت عنها الدولة بهدف اكتتاب ثلاثين إطارا عموميا لإنعاش الجهاز الإعلامي الحكومي بالبلاد،فكانوا صفوة الصفوة،وواسطة العقد .
صرفت عليهم الدولة من مال هذا الشعب بغية تعزيز الكفاءة وتقوية المهارات طيلة ثلاث سنوات،كانت حبلى ببرنامج تكوني محدد ،يعنى بالتركيز على الاتصال المؤسسي والعلاقات العامة بالإضافة إلى فنون التحرير الصحفي والإداري ،تحت إشراف كوكبة من الأساتذة والخبراء داخل أسوار المدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء، فضلا عن التكوين العسكري بمباني مدرسة الدرك الوطني،وتمثل قيم التضحية والفداء .
ليتخرج بعد ذلك الثلاثون إطارا برتبة كاتب صحفي،أعلى درجة وظيفية ،ضمن أسلاك الاتصال ،وفق المرسوم 016/2007 وترسيمهم بوجب المقرر المشترك رقم :521/2014 الصادر عن قطاع الوظيفة العمومية ،ليبدأ بذلك فصل جديد من فصول المعاناة والتهميش ،دامت لست سنوات ولاتزال مستمرة ،عانت فيها دفعة الكتاب الصحفيين منذ التخرج من إقصاء وتجاهل السلطات المعنية لواقع هذه الدفعة ومسارها التكويني ،والزج بها في أتون بطالة مقنعة ،في هدر واضح لجهود الدولة وتبديد الموارد الإنسانية والمالية الضخمة التي أنفقت في تعليم وتدريب هذه الكفاءات والتي أثمرت بعد ثلاث سنوات من التكوين المكثف،نخبة من الأطر المميزين والمختصين في مجال الإعلام والاتصال المؤسسي.
مع الحاجة الماسة لهذه الكفاءات المهنية والطاقات الشابة الواعدة في إيجاد اتصال حكومي فعال ،يواجه التحديات ،ويواكب المتغيرات المتسارعة في صناعة العمل الإعلامي.
واليوم وفي ظل الحديث عن الإرادة السياسية الجادة من طرف السلطات العليا بالبلاد في إصلاح قطاع الصحافة وما أثمرته من جهود ، يتطلع الكتاب الصحفيون ،إلى وضع حد لتلك المعاناة وتصحيح المسار المهني لتلك الدفعة ،سبيلا للاستفادة من هذه الطاقات الشابة ،في تفعيل الجهاز الإعلامي قصد المواكبة للعمل الحكومي،والتسويق المهني للخطط والبرامج التنموية الكبرى ،فضلا عن رسم الصورة الناصعة لبلاد المنارة والرباط.
فأنصفوا سلك الكتاب الصحفيين