الخمس العجاف اكلت ما قبلھا، فماذا ستأكل الخمس بعدھا…. ؟ / سيدي عيلال
ولدت حالة الخنوع للدولة تحت وطأة الخوف و الاغراء و الاغواء التي نفذتها القوى الاستعمارية إبان تأسيس الجمھورية – النسخة الرديئة من جمھوريات الثورة الفرنسية العابرة للمحيطات، لذا لا تخدعنكم مظاھر الولاء و الدعم المعلن لأنظمة الوطن الذي استلذ و رثته المتعاقبون ركوب ظھور شعبه المسكين الصابر تحت نير الغبن و النھب و التھميش ، الراضي بمساحة ظله من ارضه على اتساعھا و امتدادھا الطويل من النھر إلى البحر إلى الصحراء، و ھذ الثالوث ھو المعبر بصدق عن اھم الحصون التي احتجب فيھا الشعب و احتضنت تاريخ صراعه المرير من اجل البقاء .
لا قائل بصدق نوايا قوم يبررون الإقصاء و يستنكرون التمييز ويمارسونه بكل اشكاله و داخل كل الفئات ، و كلما برز مصلح اغووه و ادخلوه الحظيرة او رموه في غياھب السجون , وھذ السلوك ظل ھو السور الحاجز بين النخبة و الإصلاح وبناء دولة وطنية مدنية يتنافس فيھا الجميع تحت ظل القانون ، والحظوة فيھا بمعيار الكفاءة و الولاء للشعب و الجمھورية .
حينما تتعمد النخبة المسيطرة فرض الإحتكار و رفض التغيير و تمييز من يحق لھم الولوج إلى الوطن و قراره و خيره تكون بذالك قد اعاقت تقدم الوطن و شوھت الق الانتماء اليه و تعمدت تشويه خلْقه و خُلُقه و احدثت في امره من البدع الحرام ما تجتمع اليوم لعناته وتعيق كل جھد خير يبذل بنية او بغيرها و تتوزع نتائج خطاياه على النخبة التي رضيت أن تبني وطنا من الأحقاد و النعرات و الثارات والخيانة و الغدر حتى اصبح الإنسان الأداة مجرد مفترس في غابة لا أمان فيھا و لا منطق يفرضه القانون او العرف و لا حتى اخلاق أمة الهادي عليه الصلاة والسلام؛ ولقد أثبتت تجارب من سبقونا أن الريبة و الخوف و القلق من الآخر أكبر معاول ھدم الجھد المشترك ، و تاريخ البشر يؤكد أن التطور حتمي و التغيير إلى الأفضل مؤشر على سلامة البناء غير أن اغلب الإشارات التي تصدرھا النخبة في لحظتتا القاتمة مؤشرھا في الاتجاه السالب و للأسف ، و ما لم يتدخل الحكماء و الراشدون من الشھود المشاركين فإن الحصاد مھدد و ھو في سنبله ولئن أكلت الخمس ما قبلھا فماذا ستأكل الخمس بعدھا….
حفظ الله الوطن