الدكتور السعد الوليد: معالي الوزير الأول؛ هذه لن أقبلها منك
معالي الوزير الأول؛ هذه لن أقبلها منك و لن تغفرها لك الأجيال..تذكر نصيحتي هذه.
معالي الوزير الأول؛
السادة النواب؛
السادة الوزراء؛
مئات المليارات و ليست مليارا واحدا سنوايا ذهبت أدراج الرياح في المشاريع المنهوبة و الوهمية و الفاشلة و غير المكتملة في عموم التراب الوطني!
مئات المليارات عجت بها تقارير المفتشيات الداخلية للقطاعات الوزارية و تقارير المفتشية العامة للدولة و تقارير محكمة الحسابات بددها و ضيعها و نهبها إداريون و مفسدون و فاشلون بعضهم يسدد الآن خفية للخزينة العامة للدولة!
معالي الوزير الأول ؛ كل هذه المليارات التي تبدد أمام سمعنا و بصرنا وشعبنا عطشان جيعان و مريض بلا ماء و لا كهرباء و لا طرق ! و مع ذلك تستكثرون على أبناء الفقراء و المهمشين مليار أوقية جديدة من أموال دافعي الضرائب و تحركونهم من مقاعدة مدفوعة التكاليف و الرسوم الجامعية من قبل الدول الشقيقة و الصديقة لتعليمهم و تكوينهم و تدريبهم في جامعات و معاهد و مدارس جيدة أنتم أحد أهم خريجيها !؟
معالي الوزير الأول ؛ بينك و بين الله و أنت العارف بالحساب و الإحصاء و المالية و النقد ! هل مبلغ مليار أوقية جديدة يكفي لبناء مدرسة إبتدائية و تجهيزها و توفير الطواقم التدريس لها؟
هل بملغ مليار أوقية جديدة الذي تضنون به على أجيالكم المستقبلية يكفي ليناء معهد او كلية او جامعة أو حتى إستجلاب خمسة أساتذة من الخارج للنعليم العالي أو بناء مختبر أو مركز للتدريب المهني ؟!
هل يكفي مبلغ المليار أوقية او العشرة مليارات أو مئة مليار و لمدة عشرة سنوات لبناء كليات لطب الأسنان و للصيدلة و للإحصاء و للبيطرة و الزراعة و للهندسة المدنية و الفنون الجميلة و البرمجة و الحاسوب و للذكاء الصناعي و للجولوجيا و البتروكيماويات و لإدارة المال و الأعمال و المصارف و المالية و التسيير كاملة مكتملة قادرة على تخريج كوادر و مهندسين حقيقين و خبراء ماليين و مصرفيين و نقديين جيدين ؟
معالي الوزير الأول ؛ كنت و لازلت أحسبك من خيرة هذا الجيل كفاءة و حيوية و نباهة وطموح ! و انت القادم من تحت ركام الفقر و الكفاح من أجل تحقيق الذات بفضل همتك و إصرارك و بفضل الإبتعاث و المنح و الفرض التي منحتها لك معاهد و جامعات ومختبرات و أساتذة حقيقيون في الخارج ! و لا أتمنى حقيقة أن يكون تفكيرك و رد جميلك للأجيال اللاحقة بك هكذ.
# معالي الوزير الأول هذه لن أقبلها منك مطلقا و لن تغفرها لك الأجيال أبدا.
معالي الوزير الأول؛ راجع القرار أرجوك! ودع لأبناء وطنك من المتميزين و المتفوقين فرصة الإستفادة من مناهل العلوم التطبيقة و النجريبية لحين إكتمال جامعاتكم و معاهدكم و كلياتكم و دعهم ينهلون كما نهلت أنت و أنا و غيرنا من جامعات العالم يوما و كنا سعداء بذلك فلاتحرم غيرك تلك الفرصة و تلك التجربة التي صنعتك و صنعتني و صنعت آلاف المهندسين و الدكاترة و العلماء في شتى مناحي الحياة.
# معالي الوزير الأول إني لك ناصح أمين و أجري على رب العالمين ؛ تذكر أن وطنك و وطننا جميعا بحاجة لكوادر حقيقية و خبراء حقيقيين و منهدسين معتبرين للنهوض به و بسياساته و إقتصاده و إدارته و صناعته و تعليمه في المدى المتوسط و البعيد و حتى برنامج حكومتك أنت في المدى القريب أكثر من حاجة بلادنا إلى جامعات و شهادات التنظير و التباهي و الديماغوجية و عدم الواقعية و الإرتجالية التي تضرب قطاع التعليم الذي هو باكورة و عمود النهضة المنشودة و تعبث به منذ عقود فأنتصح و أسمع و أعقل و تذكر وتدبر لعاقبة الأمور و الأجيال التي وليت أمرها.
و السلام .