لماذا حرم تلاميذ سبع مدارس في حيز جغرافي واحد من تعليم إعدادي منذ نشأة الدولة إلى اليوم؟
وهل سيجد هذا النداء آذانا صاغية لإنتشال أبناء تلك المانطق من الضياع في عهد الإنصاف؟
هذه المدارس كلها تقع في نفس المنطقة “منطقة وديان أولاد ساسي ” وهي منطقة شاسعة بظهر آدرار مليئة بالأدوية ولكراير هذه المنطقة يجب أن نطلق عليها “مثلث الحرمان والتجهيل الممنهج” منذ نشأة الدولة إلى اليوم رغم تاريخها الناصع في المقاومة وتوفير الإكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية لكل ساكنة آدرار عبر العصور حيث كانت مأوى آمنا مريحا لكل وافد من شتى اصغاع الأرض لكن مع نشأة الدولة بدأت هجرة نحو المدن لبعض سكانها وتنكر لها القريب قبل البعيد وبقي 10 قرى صامدة في تلك المنطقة لا تعرف أي علاقة بالدولة إلا من خلال أوراق مدنية حصلت عليها بأعجوبة هذه القرى هي:تنومند القديمة_لبحير_المالح_اجوالي محم_انتركت_تاكنز_بعبون_اجفيرات_اجفيرات_تبنكرين_وأكظنش_ايدككين_وأزلي..إلخ
يذكر أن ساكنة هذه المنطقة قاطعت مدارس المستعمر ككل الموريتانيين لكن هنا بنسبة 100% حيث أخفى السكان أبناءهم في الكهوف خوفا عليهم من هؤلاء الغرباء وحفاظا على هويتهم الإسلامية التي ورثوها أبا عن جد.
لكن وبعد عقدين من الزمن منذ قيام الدولة بدأت المدارس الإبتدائية تدخل المنطقة شيئا فشيئا حتى وصلت لسبع مدارس في تلك المنطقة.
ونظرا لقلة الوعي لدى السكان كانت المنطقة فريسة لتقطيع إداري ظالم حيث قسمت هذه المنطقة بين مقاطعتين كان حظ المنطقة من كليهما التهميش والحرمان.
لكن مع انجاز طريق أطار تجكجة(2011_2015) والذي سمح لأبناء تلك المنطقة في اكتشاف هذا العالم الجديد المحيط بهم ومع وضع حجر أساس تجمع تنومند 2016 بدأت الآمال تتكون للساكنة بغيير واقعهم للأفضل خصوصا في الفترات الأخيرة حيث تمت تغطية المنطقة بخدمة الإتصال سنة (2024) لتعرفوا حجم المعاناة فمنذ 1960 إلى 2024 حرمت هذه المنطقة من خدمة الإتصال أما باقي الخدمات فهو ضرب من الخيال.
ما يؤرق الساكنة أكثر من غيره فهو ضياع الأجيال فكل خريجي المدارس رغم أنهم تصدروا المسابقات الوطنية لدخول سنة أولى اعدادية فلم تتح الفرصة للإلتحاق بالإعدادية إلا للنز اليسير من الأولاد والذين يضطرون غالبا إلى للتسرب المدرسي نظرا لصعوبة ظروف الحياة مع الغربة عن الأهل.
أما البنات فلا يمكن أن تصل
الجرأة بإحداهن لمجرد الحديث عن إكمال الدراسة خارج المنطقة رغم البكاء الشديد لبعضهن بغية مواصلة دراستهن.
قد كنت شاهدا على ضياع هذه الأجيال طيلة مساري الدراسي منذ دخولي للمدرسة الإبتدائية عام 1995 إلى كتابة هذه السطور
فهل من مغيث ينتشل أبناء المنطقة من الضياع؟
خصوصا أننا منذ فترة ونحن نحاول مع السلطات افتتاح اعدادية بتجمع تنومند لتكون بادرة أمل للسكان لكن إلى الآن لا يزال الحال كما هو عليه.
سيدي الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني هذه المنطقة أكدت دعمها لكم وخير دليل على ذلك نتائج الإنتخابات الرئاسية الأخيرة وتعترف لكم بالجميل لما تحقق من انجازات في الفترة الأخيرة لكن ضياع الأجيال يبقى كابوسا يؤرق الساكنة فلتكونوا لهم سندا وعونا فقد تقطعت بهم السبل.
في الصورة المرفقة نتائج لبعض الناجحين في مسابقة دخول السنة أولى اعدادية في إحدى مدارس المنطقة.
الأستاذ: محمد ولد الخليفة.