اللجنة الصحراوية لحقوق الإنسان تراسل الصليب الأحمر الدولي
Sr Peter Maurer الى السيد:
Presidente Comité Internacional de la
Cruz Roja (CICR)
Avenue de la paix 19
1202 Ginebra
تحية الاحترام ،
السيد الرئيس،
مرة اخرى وببالغ القلق والانشغال نتيجة خطورة الاوضاع بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية، نتوجه إليكم بهذه الرسالة لنلفت انتباهكم الى خطورة الحالة بسبب تمادي قوات دولة الاحتلال المغربي في جرائمها وانتهاكاتها الجسيمة لحقوق الانسان والشعوب وخرق مقتضيات القانون الدولي الانساني.
لقد بعثنا اليكم برسالة بتاريخ 28 ماي 2020، حول الاوضاع المزرية للمعتقلين السياسيين الصحراويين بالسجون المغربية ، وتلقينا ردا منكم بتاريخ 22 يونيو 2020، “تؤكدون انكم ستقمون بمساعي لدى دولة الاحتلال المغربي، وان هيئتكم ملتزمة وستواصل جهودها في حوارها الإنساني السري مع السلطات المغربية لضمان أن تكون ظروف الاحتجاز إنسانية، وتعزيز الحماية لجميع المحرومين من حريتهم و حق الوصول إلى الأشخاص الذين تم اعتقالهم”…..
كما بعثنا لكم برسالة اخرى بتاريخ 15 نوفنبر 2020، بعد العدوان العسكري المغربي يوم 13 نوفمبر 2020، واستهدافه مجموعة من المدنيين الصحراويين والذين كانوا يتظاهرون سلميا أمام الثغرة غير الشرعية التي اقامها المغرب بمنطقة الكركرات جنوب غرب الصحراء الغربية، ونبهنا اللجنة الدولية للصليب الاحمر من التصعيد المحتمل للإعتداءات والانتهاكات المغربية ضد المدنيين الصحراويين تحت الاحتلال وهو ماحصل بالفعل دون اي تحرك من قبل منظمتكم.
اليوم، مسؤولية هيئتكم الانسانية على المحك بسبب تقاعسها عن الوفاء بالتزاماتها تجاه المدنيين الصحراويين الرازحين تحت الاحتلال المغربي، واليوم ننتظر منكم التحرك العاجل قبل فوات الاوان.
السيد الرئيس،
نود اطلاعكم على اخر التطورات والاحداث المأسوية التي تم تسجيلها بالمدن المحتلة من الصحراء الغربية خيث اقدمت السلطات المغربية من خلال اجهزتها الامنية المتعددة بشن حملات انتقامية واسعة النطاق ضد المدنيين الصحراويين والمدافعين عن حقوق الانسان والنشطاء الحقوقيين والإعلاميين بعد يوم 13 نوفمبر 2020 .
فقد تم اقتحام منازل العديد من المدنيين الصحراويين وتعريضهم لممارسات حاطة من الكرامة الانسانية، وانتهاج سياسة الحصار ووضع العديد من منازل المواطنين الصحراويين تحت الحصار والمراقبة الامنية الدائمة ومنع الولوج والخروج منها بكل من مدن العيون والسمارة وبوجدور المحتلة.
وفي سياق متصل، تتعرض عائلة سيدي ابراهيم خيا بمدينة بوجدور المحتلة من اعمال ترهيب وتعذيب جسدي ونفسي هو مثال واحد فقط لما يتعرض له يومياً المدنيون الصحراويون في ظل صمت دولي رهيب غير مفهوم، وكأنه تشجيع لدولة الاحتلال في التمادي والاستهتار بالالتزامات الدولية ذات الصلة.
نود ان نحيطكم علما بما حدث لعائلة سيدي ابراهيم خيا يوم 13 فبراير 2021، بمدينة بوجدور المحتلة، علما أن هذه العائلة تعاني من الحصار البوليسي المشدد على منظلهم منذ 19 نوفمبر 2020، اين تعرضت المدافعة عن حقوق الإنسان، السيدة سلطانة سيد ابراهيم خيا، من إصابات بالغة على مستوى الرأس والعين اليسرى وتعرض أختها السيدة الواعرة سيد ابراهيم خيا، لإصابات بليغة على مستوى الفم ومناطق مختلفة من جسدها، نتيجة الضرب المبرح الذي تعرضتا له أمام مدخل منزل عائلتهما على يد عناصر من قوات الاحتلال المغربي بقيادة مسؤول الامن المدعو عبد الحكيم عامر ومساعديه.. (مرفق بالرسالة صور وفيديوهات حول الموضوع).
كما نود اطلاعكم على وضعية المعتقلين السياسيين الصحراويين، بالسجون المغربية بما فيهم مجموعة أگديم إزيك، حيث يتعرضون لممارسات مشينة والحرمان من ابسط الحقوق المنوه عنها في القواعد الدنيا لمعاملة السجناء السياسيين، وهي الوضعية التي تنذر بالخطر نتيجة للظروف المزرية التي يعيشونها داخل سجون دولة الاحتلال المغربي والممارسات المهينة والانتقامية التي تمارس ضدهم من قبل الإدارة السجنية المغربية، نذكر حالة المعتقل السياسي بسجن تيفلت 2 محمد لمين عابدين هدي الذي يدخل في اضراب مفتوح عن الطعام منذ تاريخ 13 يناير 2021، دون اي استجابة لمطالبه المشروعة في العلاج واحترام الكرامة الانسانية.
وبتاريخ يوم 11 فبراير 2021، اقدمت الاجهزة الامنية المغربية على اعتقال كل من المافعين عن حقوق الانسان الصحراويين غالي حمدي البو ( بوحلا ) ومحمد نافع عثمان سليمان ( بوتسوفرة)، انتقاما من مواقفهما السياسية وانشطتهما في مجال حقوق الانسان والشعوب، وتم تقديمهما امام المحكمة بتهم مفبركة وواهية من قبل الشرطة المغربية كعادتها في متابعة الصحراويين.
السيد الرئيس،
هذه امثلة على سبيل المثال لا الحصر، وهي الجرائم التي تناولها الاعلام الدولي والمنظمات الدولية في مجال حقوق الانسان والتي تطالب بوقف هذه الاعتداءات والجرائم في حق المدنيين الصحراويين الرازحين تحت الاحتلال وحمايتهم تحت طائلة الاتفاقيات الدولية ذات الصلة.
وعليه، فاننا ندعوكم وبالحاح ومن منطلق مسؤولياتكم وولاية هيئتكم الانسانية الدولية لتفعيل دوركم في اطار القانون الدولي الانساني ومقتضيات اتفاقيات جنيف ذات الصلة، والتحرك بسرعة قبل فوات الاوان، لوقف هذا العدوان على الابرياء، والقيام بزيارة ميدانية على وجه السرعة الى المناطق المحتلة من الصحراء الغربية للإطلاع على وضعية المدنيين الصحراويين داخل اقليم محتل، والتي لم يسبق لها زيارته، إلا عندما كانت تبذل جهودها لإطلاق سراح الأسرى المغاربة لدى جبهة البوليساريو في السابق، بينما لا زلنا نُحصي حوالي 150 أسير حرب صحراوي في عداد المفقودين لدى المغرب واكثر من 400 مفقود مدني نجهل مصيرهم الى الان وننتظر منكم تقديم معلومات حولهم.
السيد الرئيس،
ان اي تأخير في تدخلكم لحماية المدنيين الصحراويين تحت الاحتلال المغربي، سيكون اشارة لدولة الاحتلال المغربي والاستمرار في الاستهتار بقواعد اتفاقيات جنيف والتمادي في ممارساتها القمعية والترهيبية الممنهجة في المناطق الصحراوية المحتلة التي تعيش هذه الأيام وضعاً غير مسبوق في إطار الحرب العدوانية الانتقامية التي تشنها دولة الاحتلال المغربي على المدنيين الصحراويين العزل وعلى مرأى ومسمع من الأمم المتحدة وبعثتها في الإقليم المكلفة بتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية.
وتقبلوا السيد الرئيس، فائق التقدير والاحترام
بئر لحلو، 16 فبراير 2021
رئيس اللجنة
ابا السالك الحيسن