الثوم يقضي على الفيروسات والبكتيريا ويكافح السرطان
يتميز الثوم بفوائد صحية جمّة، حيث إنه يحارب مسببات الأمراض كالفيروسات والبكتيريا ويقي من أمراض القلب والأوعية الدموية. ومع ذلك لا يجوز الإفراط في تناوله لتجنب المتاعب الصحية المترتبة مثل حرقة المعدة.
وأوضح البروفيسور مارتن سموليش أن الثوم يزخر بالمركبات الكبريتية التي تمتاز بتأثير مخفف للدم وخافض لضغط الدم وخافض لمستوى الكوليسترول، ومن ثم فإنها تحمي من الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والجلطات.
القضاء على الفيروسات والبكتيريا
وأضاف أخصائي التغذية العلاجية الألماني أن الثوم يزخر بمركبات نباتية ثانوية تساعد في القضاء على الفيروسات والبكتيريا والفطريات، بالإضافة إلى أنه يشتمل على فيتامينات “بي” (B) المهمة لصحة الأعصاب وفيتامين “سي” (C) الذي يعمل على تقوية المناعة.
ومن جانبها حذرت خبيرة التغذية الألمانية دانييلا كريل من الإفراط في تناول الثوم الطازج، موضحة أن تناول جرعة مفرطة منه يؤدي إلى تهيج الجهاز الهضمي والإصابة بحرقة المعدة. ولتجنب هذه المتاعب لا يجوز تناول الثوم الطازج بكمية تزيد على 5 غرامات يوميا.
تقليل خطر السرطان
ووفقا لدراسة نشرت عام 2018 فإن تناول الثوم يمكن أن يقلل خطر بعض أنواع السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية ومرض السكري من النوع الثاني.
وأجرى الدراسة باحثون من جامعة نوتنغهام في إنجلترا، ونشرت في دورية “تريند إن فاروكوليجيكال ساينسيز”.
ويمكن للطريقة التي يتم إعداد الثوم بها أن يكون لها تأثير إيجابي على فوائده، ولكن لم يتمكن العلماء من تحديد طريقة التحضير الأكثر فعالية.
وينتج الثوم مجموعة متنوعة من مركبات الكبريت، ووفقا للباحثين يمكن أن تؤثر هذه المركبات الكبريتية على جزيئات في جسم الإنسان، التي يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الاتصالات الخلوية والحفاظ على التوازن في الجسم.
تقوية الذاكرة
دراسة أخرى نشرت عام 2019 أظهرت أنه يمكن لتناول الأطعمة التي تحتوي على الثوم التقليل من مشاكل تراجع الذاكرة والقدرات المعرفية المرتبطة بتقدم العمر، وفق دراسة أميركية.
وأجرى الدراسة باحثون بجامعة لويزفيل. وأوضحوا أنهم اكتشفوا أن تناول الثوم يساعد في الحد من التغيرات المرتبطة بالعمر التي تحدث في بكتيريا الأمعاء النافعة وترتبط بمشاكل الذاكرة.
ووفقا للدراسة، يوجد في جسم الإنسان مليارات من الأجسام الحية، وتشير الأبحاث إلى أن هذه الأنواع من البكتيريا تؤثر على جهازنا المناعي، ولها أيضا دور في المناعة الذاتية التي تنتج مباشرة بشكل تلقائي عند الإصابة ببعض الأمراض أو الحساسيات.
وتستوطن بكتيريا الأمعاء النافعة في بطن الإنسان بعد الولادة بأشهر قليلة، وتلازمه طوال حياته، وتلعب دورا أساسيا في هضم محتويات الطعام، والحفاظ على التوازن البيولوجي بين فصائل البكتيريا المختلفة التي تستقر في الأمعاء.
وكشف الباحثون أن بكتيريا الأمعاء النافعة تلعب دورا هاما في التخلص من مخلفات الطعام، والمساعدة على امتصاص بعض المعادن والفيتامينات، كما تنتج مادة تحاكي في عملها المضادات الحيوية وهدفها محاربة البكتيريا الضارة والأمراض التي تهاجم الجسم.
واكتشف الباحثون، في دراسة أجريت على الفئران المسنة التي يوازي عمرها بين 56 و69 عاما عند البشر، أن فوائد الثوم في مكافحة تراجع الذاكرة ترجع لاحتوائه على مركب “كبريتيد الأليل” المعروف بفوائده الصحية.
ووجدوا أن الفئران التي تناولت مكملات تحتوي على مركب “كبريتيد الأليل” تحسنت لديها مستويات الذاكرة على المستوى القصير والطويل، وخاصة الذاكرة المكانية، مقارنة بأقرانها التي لم تتناول تلك المكملات.
وقالت قائدة فريق البحث جيوتيرمايا بيهرا إن الثوم يمكن أن يساعد في الحفاظ على تنوع الكائنات الحية الدقيقة بالأمعاء، وتحسين الصحة المعرفية لدى كبار السن.
وأضافت أن تراجع تنوع بكتيريا الأمعاء النافعة، في أمعاء كبار السن، مرتبط بتطور الأمراض التنكسية العصبية مثل ألزهايمر والشلل الرعاش، وما يصاحب هذه الأمراض من تراجع للذاكرة والقدرات المعرفية.
نقلا عن: الجزيرة نت