قرر السلك الوطني للأطباء الموريتانيين، وبشكل مفاجئ، إلغاء المؤتمر الثامن والأربعين لاتحاد الأطباء العرب، الذي كان من المقرر تنظيمه في العاصمة نواكشوط خلال الفترة من 17 إلى 20 أبريل 2025، تحت رعاية الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.
وجاء القرار، بحسب رسالة رسمية وقعها رئيس السلك البروفيسور حرمة ولد الزين، نتيجة ما وصفه بـ”معطيات تتعلق بالشرعية”، مشيرًا إلى أن السلك الموريتاني اتخذ هذا القرار بعد استكمال كل الترتيبات اللازمة لعقد المؤتمر.
وأعرب ولد الزين في رسالته الموجهة إلى الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب، عن أسفه لهذا الإلغاء، مؤكداً أن القرار اتُخذ حفاظاً على مبدأ الحياد في نزاع تنظيمي قائم منذ أكثر من عشر سنوات داخل مؤسسات الاتحاد، وحرصاً على وحدة الصف العربي والمصلحة المهنية العامة.
ويعيش اتحاد الأطباء العرب على وقع صراع طويل بين عدة تيارات متنازعة، تدّعي كل منها تمثيل القيادة الشرعية للاتحاد، حيث سبق لبعض الأطراف أن عقدت مؤتمرات وفعاليات باسم الاتحاد، بينما رفضتها أطراف أخرى ووصفتها بـ”غير الشرعية”.
وقد أدى هذا النزاع إلى انقسام داخل الأوساط الطبية العربية، حيث لم تعد بعض النقابات والهيئات الصحية في عدد من الدول تعترف ببيانات أو قرارات تصدر عن الاتحاد في ظل غياب توافق حول مرجعيته القانونية.
ويعد المؤتمر الذي تم إلغاؤه أحد أبرز الأنشطة المنتظمة للاتحاد، وكان من المنتظر أن يشكل فرصة لتعزيز التعاون الطبي العربي وتوحيد الرؤى المهنية، قبل أن تتسبب أزمة الشرعية في تقويض تلك الآمال.