اتحاد الأدباء يحتفي بمؤلفات الدكتور الشيخ معاذ سيدي عبد الله

في إطار النشاطات الأدبية والثقافية التي ينظمها اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين، احتضن “مقهى الأدب” بمقر الاتحاد يوم الأربعاء 30 أبريل 2025 ندوة “شاي الأربعاء”، التي خُصصت هذا الأسبوع لتقديم قراءة في مؤلفات الكاتب والباحث الكبير الدكتور الشيخ معاذ سيدي عبد الله، المدير العام للمعهد التربوي الوطني.

بعد افتتاح الجلسة من طرف منسق الندوة الأستاذ عبد الباقي محمد، قدّم نائب رئيس الاتحاد، الأستاذ الشيخ ولد أحمدو، كلمة عبّر فيها عن سعادته بهذا اللقاء الذي يجمع نخبة من المثقفين والباحثين، مرحّبًا بالمؤلف وبالحضور الكريم.
عقب ذلك، قدم الدكتور الشيخ معاذ سيدي عبد الله عرضًا موجزًا تناول فيه دوافع اختياره للمواضيع التي عالجها في كتبه الثلاثة، كما استعرض مضامينها ومناهج معالجتها، ومن الفوائد العظيمة التي قدمها الدكتور الشيخ معاذ، وضع الحدود الزمنية بين مصطلحي الأدب الشنقيطي و الأدب الموريتاني حيث يختص الأول بفترة ما قبل نشأة الدولة الموريتانية فيما يتنزل الثاني في فترة ما بعد نشأتها.
وقد تعاقب على تقديم قراءات في هذه المؤلفات ثلة من الأكاديميين والباحثين، حسب البرنامج التالي:
• الدكتور أحمد ولد حبيب الله تناول كتاب الشعر والفقه (الإبداع والنسق في الثقافة الشنقيطية)، مبرزًا المستوى الإبداعي للمؤلف ومدى سعة اطلاعه وحسن انتقائه للمواضيع، مؤكدا ذلك من خلال تناوله للعلاقة الجدلية والصراع القائم بين الإبداع الأدبي والنسق الفقهي في الثقافة الموريتانية، تحريما وتحليلا، خلال مرحلة القرون الأولى لأرهاصات نشأة الأدب الشنقيطي، والمواكبة لنشأة دولة المرابطين.
• الدكتور محمدو ولد احظانا قدم قراءة في كتاب رمزية الحيوان في الحكايات الشعبية الموريتانية، وتركزت مداخلته على منهجية الوصول إلى المستوى الإبداعي من خلال استعمال الذكاء الفطري والمكتسب، مقدِّمًا تعريفًا لذلك الإبداع بأنه السهل الممكن بدلًا من السهل الممتنع، مستدلًا على ذلك بتناول الكاتب للأبعاد الرمزية والدلالية للأسطورة الحيوانية في المتخيل الشعبي المحلي.
• الدكتور محمد الأمين ولد محمد المصطفى ناقش كتاب العجائبي في الكرامات الموريتانية (النص والاشتغال)، مشيدًا بالجمع بين التوثيق والتحليل في تناول موضوع الكرامات، ولم تخلُ مداخلته من طرافة لافتة بفعل غرابة المواضيع التي يتناولها الكتاب.
إلى جانب مناقشة محتوى الكتب، تناول المتدخلون سيرة المؤلف، منوّهين بمزاياه العلمية والأخلاقية، وبتميّزه المبكر، حيث وصفوه بأنه “أستاذ لأساتذته”، لما عُرف به من نبوغ واستمرار في التجديد والإبداع.
كما شهدت الندوة مداخلات متنوعة من الحاضرين، أشاد فيها الجميع بمستوى الأصالة والجدة الذي يميز أعمال الدكتور الشيخ معاذ، وبثراء إنتاجه في مختلف الحقول البحثية والإعلامية.
وإلى جانب فعاليات الندوة، كان من المقرر أن يقدم الاتحاد تكريمًا خاصًا للدكتور الشيخ معاذ، تقديرًا لمستواه الإبداعي والفكري، لكن إصابة رئيس الاتحاد، فضيلة الدكتور الشيخ الخليل النحوي، بوعكة صحية حالت دون استكمال ترتيبات هذا التكريم، مما استدعى تأجيله إلى حين إقامة نشاط خاص بالموضوع.
وقد عرف اللقاء حضورًا نوعيًا ووازنًا، ضمّ العديد من أساتذة الجامعة، والمثقفين، والفنانين، والمهتمين بالشأن الثقافي. وخرج الجميع بانطباع إيجابي عن مستوى النقاش، وعن القيمة العلمية والفكرية للأعمال المحتفى بها، وكذا عن أهمية مبادرة الاتحاد في تسليط الضوء على رموز الإبداع الوطني.